التاسع والعشرين من شعبان في بيت ابو مفلح
قبل ان يصدح الديك بصياحه يتعالى صوت أبو مفلح في الدار
أبو مفلح:قوموا سوّولنا فطور....هاظ اخر يوم
وكأن رمضان ..آتٍ بمجاعة
أبو مفلح:بالكو رمظان بكرا وللا بعدو؟؟؟
هذا السؤال تحديداً يعتبر اللازمة الأساسية في هذا اليوم ,أما نحن فلن نخوض فيه فـ (يا خبر اليوم بفلوس...)
وظحة: لازم تتعودو ع ما تفطرو...بكرا برمضان شو بدك تعملو؟
وكأن العادة ستولد قبل يوم من بداية أيام الشهر الفضيل!!
عند الظهيرة يتصدر الطعام قائمة الأولويات مجدداً
وبالعادة تسأل
أم مفلح:شو بنّا نطبخ ع الغدا؟؟
ولكن ونظراً لخصوصية هذا اليوم فأن السؤال يطرح من شخص أخر وبطريقة أخرى...
مفلح:يمّا شو طابخة اليوم؟؟؟
وظحة:مش رح نطبخ طبعا!!!!
أم مفلح:الاكل مملي الثلاجة وبنّا نخلصه
بكرا برمظان ما بتخلوني اصخّن اشي... الاكل هاظ نكبّو؟
وتبدأ الوالدة بسرد قائمة الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي تجبر الاولاد على تسليم أمر معدهم الخاوية لرحمة الموجود في الثلاجة بصمت ..أملاً في بدء رمضانهم بطبخة جديدة.
يستغل الاطفال هذا اليوم لوداع المرافق الرئيسية في حياتهم..
ففي الدكان يكثر بيع (الشبس والشكولاتة والبوظة)فهذا أخر يوم يستطيعون فيه التلذذ بهذه الطيبات جهاراً نهاراً.
فتراهم يتبادلون الادوار بالوفود الى الوالد..مصدر الرزق الأساسي والوحيد
فالح:اعطيني شلن يابا...بكرا برمضان ما رح اطلب منك
فلحة:يا بابا بوعدك اصوم بس اعطيني هلا مصروف اروح اشتري
ورغم أن الوالد يعلم يقيناً أن المصروف لن يتوقف في رمضان فإنه يعطيهم ما يطلبون على مضض مردداً
أبو مفلح:من بكره اللي بطلب مني قرش ياويله يا ظلام ليله.. رمضان صيام ومافيش مصروف.
و تأتي أخيراً ساعة المساء المنتظرة
كل من في البيت ( يحوصون )ذهاباً و أياباً من التلفاز الى النافذة ومن النافذة إلى التلفاز...
في هذا اليوم بالذات ثمة قمرين منتظرين
القمر الاول هلال عالي في السماء
والقمر الثاني هليّل على التلفاز
وفي هذا الوقت تحديداً تتكرر اللازمة أكثر:
مفلح:عمّي…بالك رمظان بكرا ولا بعدو
يتفلسف ختايرية الحارة…
أبو مصطفى :ترا الظاهر من القمر انو رمظان بكرا.
أبو مفلح:يا زلمة بكرا ولا بعدو اخرتنا نصوم!!!
أبو مصطفى :إذا السعودية صامت بنصوم
تمر دقائق صمت:
أم مفلح:طلّ القمر من شرقه يا حليل امّه!!!
وظحة:اسكتو اسكتو…هليّل ع التلفزيون…
(ثبت بالوجه الشرعي أن يوم غد هو اليوم .....)
وقبل ان يكمل يتبجح
أبو مصطفى: يا زلمة انا كنت حاس انو مش بكرا...مبيّن ع القمر!!!!
أبو مفلح:يالله مليح اللي مش بكرا.نفسيتي مش مهيئه!!!
أم مفلح:أسمعوا يا جماعة حكى انه بكره رمظان أنتو سمعتو غلط..
تمتلئ السماء بالالعاب النارية والرصاص يصيح الناس في الحارة.
(ثبت رمظان)مما يؤكد شهادة أم مفلح.
وظحة:ليبيا واليمن مش صايمين بكرا..
ابو مصطفى:ما همه العرب اتفقوا انهم ما يتفقوا من وينتا ما صمنا مع بعظ,بس زي ما توقعتلكو طلع رمظان بكره .
يخرج أبو مصطفى وأبو مفلح ومعهم مفلح وفلاح وفالح ليلتقوا بالجيران والأقارب فيتبادلون التهاني والتبريكات بحلول الشهر الفضيل قبل التوجه إلى المسجد لأداء صلاة التراويح.
يسأل أبو مصطفى:رح تصوم رمظان السنة يا ولد؟
فالح:ان شا الله.. ان شا الله
أبو مصطفى:الله يرظى عليك لازم تصوم صرت كبير ما شا الله
يحين وقت الوجبة الختامية
وظحة و فلحة (حطّن واستراحن)لأنهن ارتحن من وجبة العشاء فوجبة السحور الصباحية ستقوم مقام العشاء
فلاح:استوينا جوع وين العشا
وظحة:عشا شو؟؟؟بكرا رمضان وفي سحور...
ام مفلح:شو رأيكو تصيرو تتعشو وبلا السحور؟؟ما انتو هيك هيك ما بتنامو قبل الثنتين الصبح
تتعالى الأصوات بين مؤيد ومعارض إلى ان تنتهي المناوشات بـ
وظحة:ليش على مين السحور؟؟صار على فلحة بطلت صغيرة.
فلحة:يوم علي ويوم عليكي
وظحة:علّي الجلي وعليكي السحور
فلحة:انا دوامي بكير ما بقدر اصحى ع السحور
أم مفلح:طيب يالله يالله ..كله عالنوم بلاش ما تقوموش بالمرة وما تقدروش تصوموا.
تتلملم الدقائق الأخيرة قبيل الشهر الفضيل .. وتتسحب بهدوء لتخلف متسعاً لسويعات رمضانية ستطل على عائلة أبو مفلح .
2 التعليقات:
جميل جدا يا ربى :)
الحلقة الأولى ممتعة جدا :)
كل الود
الحلقة رائعة .. بانتظار المزيد !!!
إرسال تعليق